اهل الاسلام بين الحزب الرابح والحزب الخاسر

 

 

الجمعة .. الرابع والعشرين من محرم ١٤٤٤ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y







كل فرد يختار دينه بنفسه - كحق فطري - وهو نفسه يختار مذهبه وطريقته وملته وشريعته . وهذا الاختيار لاجبر فيه ولا اكراه لكن الاختيار هنا يخضع - لطبيعة النفس البشرية الميالة الى الحق او الباطل - اقول يخضع اما للحق في الاختيار او للباطل في الاختيار كذلك .

فلدينا على سبيل المثال دين واحد في الامة هو الاسلام لكن هنالك شرائع مختلفة فيه للعمل بها وطرقا متنوعة داخله للسلوك فيها ومذاهب متباينة للاقتداء بها . وكل ذلك فيه الحق والباطل . والمختار لمذهب او طريقة او شريعة هو يتحمل بنفسه اثار اختياره ونتائج ما ذهب اليه .

لكن الحق يابى الا ان يكون غالي الثمن والا يكون الباطل الا مهون السلعة لذا فان الفرد نفسه يختار الباطل لا لشيء الا لانه سهل ممكن يسير لا دم يراق في سبيله ولا قتل يقتل به في طريقه . واما الحق فان الدم مضمون في سبيله والقتل مؤكد في طريقته . لذا تجد الباطل واهله اكثر الناس لان الناس بطبعهم يميلون الى ايثار السلامة فيما ينحون ويطلبون العافية فيما يقصدون .

الحق يعني الفقر وقلة ذات اليد وسوء العيش وضنك الحياة وقلة الناصر وكثرة العدو وغلبة الطغاة وتسلط اللئام وتجبر السفلة وتملك السفهاء وتزمت الجهلة وتصدر السوقة واستهزاء اهل النفاق وتربص اصحاب القلوب المريضة وتسيد ذوي المال وترؤس اهل الفتنة واستيلاء اهل الملك وحكم اهل الدولة وقضاء اهل البغي وتمكن اهل الفساد وتظاهر اهل العدوان وتعاون اهل المخالفة وتجاوب اهل الفسوق وعلو اهل الظلم ومروق اهل الجور واخر ذلك واكبره قتل اهل الباطل لاهل الحق بغير وجه حق .

امل الباطل فان شانه بسيط وطريقه يسير وسبيله جميل وحلاوته ممكنة ففيه المال الوفير الذي يغتصب من اهله والسلطان ذي الشوكة الذي يعدو بغير تقوى على غيره وفيه الملك الذي يكون به النصر وفيه الرئاسة ااتي يقدم فيها الرجل وفيه الرزق الذي يكثر بغير ادنى جهد وفيه الجاه الذي يشرف فيه المرء بغير شرف وفيه اقبال الدنيا عند من يحرص عليها وادبار الاخرة عند من لا يأسف على مثلها.

فاي الحزبين تختار وفي اي الفريقين تكون واي الناس تكون وانت تحت رب قد احصى كل شيء وكتب ماخف وما ثقل لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وانت مقبل على يوم عظيم توزن فيه وتذهب بعده اما الى جنة عرضها السموات والارض او الى نار وقودها الناس والحجارة . والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي
الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



website counter