النبي او الرسول يعتبر تكوينا خاصا منفردا مختلفا عن بقية التكوينات في بني ادم . بحيث انه يشتمل على خصال وصفات واخلاق وعلوم واداب من نوع خاص . تجعله مؤهلا لتنفيذ المهمة المنوطة به من قبل الله جل وعلا.
الناس يريدون الحياة الرغيدة ويطلبون السعادة وينحون الى الامن والسلامة . والانبياء والرسل يوفرون ذلك لهم بدعوتهم الى عبادة الله تعالى ولكن الناس يقعون في امر مريج الا وهو دعوة الشيطان لهم لعبادته فعند ذلك يخسر المبطلون ويفوز الفائزون .
النبي والرسول فرد وحيد دوما ليس من عشاق التجمعات ومحبي الاجتماعات كبقية الناس فهو كائن لا يانس الا وحده ولا يطيب له محلس الا بخلوة لكونه عابد حقا لربه يذكره في جوف الليل ويعتصم به اذا التطمت الخيل . وحال اغلب رسل الله تعالى وانبياءه كان كذلك . حيث الوحدة القاتلة وقلة الانصار . فالنبي والرسول ليست مهمته جمع الناس وتجميعهم بل تعليمهم وتربيتهم لاغير.
يقول الله تعالى حاكيا حال زكريا عليه الصلاة والسلام حينما دعاه قائلا " رب لا تذرني فردا " . وقال موسى " رب اني لا املك الا نفسي واخي " . وقال الله جل وعلا عن رسوله الخاتم الصادق الامين " والله يعصمك من الناس " .فحقيقة حال الرسل والانبياء انهم افراد متفردون وحدتهم قاسية وانسهم ليكون الا بربهم الذي يرتبطون به في كل وقت وحين لايكادون ينفصلون عن العلاقة به البتة .
فاذا كنت تشعر بالوحدة وادبار الدنيا عنك وهجران الناس لك فاعلم ان لك اسوة برسل الله تعالى وانبياءه . والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.