بداية نلاحظ ان الكثيرين من الناس يسعون الى دراسة كتب العقيدة وحضور الدروس في ذلك لغاية بسيطة وهي الاعتقاد الصحيح في الله تعالى . وهم بهذا - اي دراسة كتب وحضور الدروس - يريدون ان يعتقدوا في الله ماهو حق في شأنه وينتهوا عما هو باطل في حقه . وكل ذلك محمود ممدوح ولا ريب .
الا ان الامر ابسط مما نتخيل . فاننا لدينا العقيدة الصحيحة في الله تعالى موضوعة سلفا في اذهاننا ومودعة في صدرونا وذلك بعد الاشهاد الاول حينما اشهد الله ذرية سيدنا ادم انه ربهم في عالم الذر . فمن هناك جعلت عقيدتنا في الله تعالى - العقيدة الصحيحة وهي عقيدة الفطرة - ولكننا احيانا بانتسابنا لمذهب باطل او فرقة ضالة نفسد عقيدتنا المجعولة سلفا بعقيدة هذا المذهب او هذه الفرقة .
انت كمسلم لديك اعتقاد صحيح في الله تعالى بفطرتك السليمة . فتجد ان تصورك عن الله تعالى انه الرب الاعظم لهذا العالم وانه الخالق المدبر الحكيم العليم . وفي هذا الاعتقاد تراك تنسب العلم المطلق لله تعالى وانه قادر على كل شيء وغيرها مما هو مودع في ذاتك قبل خلق الخلق .
ولعلك حينما تسمع ببعض العقائد الفاسدة في الله تعالى لربما انكرتها وتعجبت منها - بفطرتك السليمة - ولم تكن محتاجا في هذا للدراسة او طلب العلم .
نعم عزيزي المسلم اعتقادك صحيح في ربك فلا تفسده باتباع الاقوال الباطلة في ذلك فيما هو منكر في حق الله تعالى كالتجسيم والتشبيه والتعطيل والتمثيل . والزم الرشد في عقيدتك ولا تقلق من عدم طلبك العلم في امور العقيدة فان هذا من الزيادات الغير ضرورية الغير ملزم بها انت .
اعتقد ماهو حسن في ذات الله تعالى من الاعتقادات كالعلم والحياة والقدرة والعدل والرحمة والقوة والبطش والجبروت وغيرها . ولا تخشى فساد دينك الا اذا اتبعت الشيطان الرجيم في ضلال او كفر او فسق . والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.