كونك تحسن القراءة والكتابة - وهما امران يحسنهما ابلد الصبيان - لايجعلك مؤهلا لبث ما تعتقده من العقائد في الله تعالى وفي رسوله الكريم وما تؤمن به من المذاهب في الفقه والشريعة . وحجمك ليس كبيرا بل انه اصغر من حجم حبة الارز .
فانت بالكاد قد اطلعت على بعض المصنفات وحفظت بعض السور والاحاديث ثم اعتمرت العمامة - او كشفت عن شعر راسك ككثير من السفهاء - وزعمت انك علم الايمان ونصب التوحيد وراس الاسلام واسد الشريعة وحافظ الملة والامام الاعظم الذي لم تنجب الامة له مثيلا منذ عصور.
اعجابك بنفسك قد غرك وتكبرك قد فتنك وغرورك ضيعك وتفيقهك اهلكك .تؤلف الرسائل في الرد على القامات العظيمة التي افنت اعمارها في طلب العلوم والمعارف وتجابه شيوخ الاسلام الذين شهدت لهم الامة بصلاح العقيدة وحسن الفقه زاعما انهم رجال وانك رجل.
تريد ان يتبعك الناس على ضلالك ويقتدوا بك على فسادك وياتموا بك على انحرافك ويسيروا ورائك على ابتداعك . ولعمري انك في هكذا امر قد فزت حتما بالجزاء الاوفر حيث لم يعجبك ان تكون ملحدا في نفسك بل انك دعوت الناس لإلحادك وماذلك الا لشقوتك وسوء خواتيمك ومحق بركاتك واحتراق شخصك .
اين انت واين العلم واهله وانت فيه كحاف القدمين رث الثوبين اشعث الراس مغبر الكتفين منتن الريح قبيح الصورة تريد بلوغ مقام من هم فوقك في حسن الخليقة وجمال الهيئة وتمام النعلين ونقاء الثوبين وطيب الريح . فقدت ربك وخسرت دينك واهلكت نفسك وافلست صفقتك فيالله من امر ولجته مستورا وخرجت منه مفضوحا . والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.
