بداية نقول كحكم شرعي ان ظهور شعر المراة للرجل الاجنبي من غير ذوي المحارم هو محرم باتفاق المذاهب جميعا . لكن الامر في الحقيقة يعود الى المراة نفسها من حيث التزامها بأوامر الشريعة المطهرة او عدمه وهو امر ظاهر للعيان فلا يمكننا اجبار الناس على التقيد باحكام الشرع المقدس على اية حال.
ونقول فوق ذلك ان الامة عانت خلال القرن المنصرم من تيارات التغريب في اوساطها والهجمات الفكرية الاجنبية العاصفة التي افسدت عقول الكثيرين - نساء ورجال - فجعلتهم ينظرون الى ان الشرع المقدس والالتزام به هو امارة التخلف والرجعية وان التشبه بالامم الغربية الكافرة هو امارة النضج والتقدم للاسف .
فظهرت فئات ترى ان الحجاب دليل نكوص وعلامة رجوع الى الخلف وان التحضر والتقدم هو في سفور المراة وهذا عين التخلف والرجعية لا اشارة التقدم والحضارة . فاخذت النساء بهذا يظهرن شعورهن وزينتهن للاجانب بحجة مواكبة العصر .
لاريب ان الشريعة المقدسة حفظت المراة وشرعت لها ماينفعها في دينها ودنياها ولكن المعول هو في التزام النساء باحكام الشريعة المقدسة لتحصل لهن الرعاية الربانية وينلن الحفظ الالهي . ولكن لا اجبار ولا اكراه في هذا - كما قدمنا لكلامنا - بل يجب ان ينبع الالتزام من المراة نفسها ولا ان يفرض عليها فرضا .
ونختم لكلامنا بدعاء الله جل وعلا ان يحفظ اعراض المؤمنين والمؤمنات وان يهدي الضالين والعاصين منهم الى نور صراطه المستقيم انه ولي ذلك والقادر عليه . والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.