الطاغوت وكيف نتعامل معه كمسلمين

 

 

الاربعاء .. الثالث عشر من صفر ١٤٤٥ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y





بداية نحن في زمن الملك العاض وهو يعني تسنم عدد من الحكام المستبدين لراس الامر في الامة العربية والاسلامية . وان زمام الامور يكون في ايديهم فيسوسون البلاد والعباد بحكم جبار طاغ مستبد والتاريخ اكبر شاهد على ذلك . فمنذ خلفاء بني امية ثم خلفاء بني العباس الى يومنا هذا والامة تحت نير حكمهم وخاضعة لبطش سلطانهم وجبروت ملكهم .

في الشريعة المقدسة وجدت نصوص تبين كيفية التعامل مع حكم الطاغوت حينما يتسنم زمام الامر في البلاد . وتقول هذه النصوص في مجملها بوجوب طاعته في غير معصية الله تعالى ما اقام الصلاة وتحث على الصبر على جوره وظلمه وبغيه وعدوانه . وان المسلمين عليهم الانكار ما امكنهم ذلك - سواء باليد او اللسان او القلب وهو اضعف ذلك كله - على مايرونه منه وحرمت هذه النصوص على المؤمنين الرضى بصنائع هذا الطاغوت والمتابعة لاعماله .

وفي واقع الامة نجد ان كثيرا من الطواغيت قد حكموا في بلاد الاسلام الشاسعة وماحكمهم الا متاع قليل يختبرهم به رب العباد لينظر كيف يصنعون . وانه ليس على الامة السعي على تغييرهم او اسقاطهم او استبدالهم وان عليها البقاء في مأمن من بغيهم وفي جانب امين من بطشهم وفي موقف منكر لعدوانهم .

ان الدنيا محل ابتلاء الله تعالى لخلقه فيفوز فيها الطائعون ويخسر الطاغون ولا يجدر بالمسلم المؤمن ان يتحسر على شيء منها جعله الله لهذا الطاغية او ذاك . فان المسلم المؤمن انما يعمل وينشط ونظره للآخرة وليس من شيء من هذه الدنيا يحسن به ان ينظر اليه ومن ذلك دنيا هؤلاء الجبابرة وبهرجهم.

اعلم ياعبدالله ان الدنيا لا تساوي شيئا عند الباري جل وعلا ولهذا فهو يعطيها من يحب من عباده ومن لايحب من اعداءه . والله جل وعلا لا يعطي الايمان الا من يحب من المؤمنين به . فحري بنا السعي للاخرة والتجنب للتساقط والتهافت على دنيا الطواغيت - على مافيها من النعم والمزايا - فان حقيقة مافيها انه زخرف لا يعدو ان يكون سرابا في صحراء يراه الظمآن ماءا فاذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله جل وعلا عنده فوفاه حسابه وهو اسرع الحاسبين . والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.



ماجد ساوي
الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



web counter