جهود الامام علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام في فترة الجلوس في الدار
الاربعاء .. الثالث عشر من صفر ١٤٤٥ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
كلنا يعلم انه كانت هناك فترة مرت بالامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب بعد وفاة رسول الله تعالى وانتقال الخلافة من بعده الى ابي بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان حتى تسنمه منصب الخلافة عام ٣٥ للهجرة النبوية المشرفة .
تلك الفترة كان فيها جليس داره ولم تكن له مشاركة واضحة في الشان العام فقعد عنه اضطرارا . وبعض الطوائف يختصرون تلك الفترة بانها فترة مظلومية وقعت على الامام حيث حيد عن الشان العام للامة واستؤثر عليه في ذلك . والحقيقة - وان كان فيها نوع ظلم فهو الاولى بالامر طبعا على القول الراجح بالخلافة بعد رسول الله تعالى - الا انه لم يبق مكتوف الايدي يتحسر ويندب ويلطم كالنساء .
بل انه نهض بمهامه كامام مفترض الطاعة على هذه الامة فكان يشارك الخلفاء الراي في الامور المحدثة المستجدة . وكانوا يرجعون اليه لعلمهم بماعنده من الالة العلمية الفريدة فكان يحل لهم معضلات الحكم وملمات الامر ويزودهم بالفتاوى الصحيحة في هذا الباب . وكان يتابع اعمالهم وينكر عليهم ان اخطؤوا او ارتكبوا مخالفة لشيء من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام .
فعليه فاننا نجد ان دور الامام علي بن ابي طالب في فترة الجلوس - الجلوس في الدار كما تسمى - كان محوريا في الامة . وكلنا يعرف استشارات الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عليه له الكثيرة حتى قوله " لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن " . وكذلك شان جميع هؤلاء الخلفاء مع الامام علي عليه الصلاة والسلام .
فليس صحيحا ان الامام علي عليه الصلاة والسلام طوال خمس وعشرين سنة - فترة الجلوس - انها كانت جلوسا سلبيا غير نافع لا خير يرتجى منه . بل حافلة بالانشطة العظيمة للامام الذي جنب الامة الكثير من المزالق التي انقذها منها بحكمته وحسن تدبيره وصواب رايه . والحمدالله رب العالمين واليه تصيرىالامور.