تمثل زيارة الاربعين للامام الحسين امرا عظيما في الاسلام وكبيرا في الشريعة المقدسة وجليلا في الايمان وزاخرا في التوحيد وفياضا في الرسالة وثقيلا في العلوم ومتينا في الامامة ومعروفا في الفضيلة ومشهورا في الولاية .
ان زيارة اربعين الامام هي التظاهرة الاعظم في ايام السنة داخل الامة . حيث يقدم المؤمنون فروض المحبة لامامهم الاكبر الحسين بن علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام . ولا يكره مثل هذا الامر الا مردة الكفر وغلاة الفسق ونصاب الدين الذين يبغضون اولياء الله وما اولاهم الله جل وعلا من خفي الطافه ودقائق عنايته ومستور رعايته .
فهم - اي هؤلاء النواصب - يغلون ويحنقون حينما يأتي موسم الاربعين لا لشيء الا لخيبتهم في دينهم وتهالكهم في ايمانهم وخسرانهم في توحيدهم ونكوصهم في شريعتهم . قوم كفار مشركون لا يعرفون يقينا ولا يعلمون دينا ولا يصلون لفضيلة ولا يخلصون من رذيلة .
بينما تجد جموع الايمان ووفود التوحيد وسرايا الامامة وفرق الولاية كلها تتقاطر لقبر سيد الشهداء فيها معلنين انكارهم لواقعة الطف وما جرى فيها على اهل بيت الرسالة. فهم نصب الملة واعلام التقوى ورايات الشريعة وجيوش التوحيد.
ان الزيارة - اي زيارة الاربعين - لهي من رحمات الله العظمى التي يمتن بها على عباده فيختارهم لها ويصطفيهم للقيام بها . يزيدون بها ايمانهم ويحسنون بفضلها اعمالهم ويرتفعون بنورها في اسلامهم ويهرعون فيها الى امامهم الذي قدم نفسه الشريفة - والثلة من اهل بيته والكوكبة من انصاره - رخيصة ورخيصين في سبيل الله تعالى جل وعلا . امام فاز من اعتصم به وربح من اقتفى اثره وخاب من تخلف عنه وخسر من عاداه . والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.