المال كما يعبر عنه اهل الاقتصاد انه " عصب الحياة " . فالحياة كلها بكل مافيها تقوم عليه - بحسب اطروحتهم . والحقيقة ان المال انما هو من جنود ابليس ومن احبه احب ابليس لعنه الله تعالى . والمال عند عامة الناس - وجهالهم - رب معبود يبذلون الغالي والنفيس في سبيله .
وفي عصرنا الحاضر نجد ان اغلب الاطروحات - بمختلف مجالاتها - تولي للمال اهتماما خاصا وتجعل منه امر يسعى الناس اليه بكل قواتهم ويشمرون نحوه بكل طاقاتهم فلكانه الاله الاوحد فوق هذه الارض . ومختلف النظم الحياتية قامت على المال كمادة اولى . والمال عندهم سيد الاشياء وربان الوجود.
لكن تاثير المال في فساد اهل الارض كبير وهو - المال - من اعظم مسببات الانحراف في الناس . بحيث انه بكونه غاية عظمى لدى الكثيرين فانهم يجهدون في تحصيله بشتى السبل وكافة الطرق حلالا كانت ام حراما. لايردعهم من ذلك رادع ولا ينهاهم عن هذا وازع .فالناس عبيد الدرهم والدينار وان زعموا - كذبا وزورا - انهم عباد للله تعالى جل وعلا.
وكذلك فان الطوافيت والجبابرة يستعملون المال لكسب الاتباع وجذب الانصار بالمال السياسي الذي يدفعونه اليهم لغاية وحيدة وهي الحصول على ولائهم وانهم مطيعون لهم ودائرون في فلكهم . وتجد عليه الكثير من الذين باعوا اخرتهم بدنياهم كالعلماء والشيوخ الذين ساندوهم في ملكهم المجرم وتابعوهم طمعا بما عندهم من الاموال الكثيرة لاغير.
واما المال المكتسب حراما فحدث ولا حرج كيف انه اسهم ويسهم في فساد وانحراف الناس - لما فيه من الرجس والدنس حينما يدخل بطونهم - فيفسدون ويفسد عليهم دينهم وكذلك تفسد عليهم دنياهم . وكثير من الخلق لايسعى في طلبه للرزق الى الكسب الحلال بل يسعى لاي كسب وان كان حراما عياذا بالله تعالى جل وعلا .
فنلاحظ هنا اثر المال في فساد اهل الارض وما وصلوا اليه من انحراف في كل شيء - في دينهم في شرائعهم في احكامهم في سياستهم في اقتصادهم في اسلامهم في توحيدهم - وكيف ان هذا الشيء - اي المال - اصبح ابليسا اخر يضل البشرية ويهديها طريق البوار . والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.