الاربعاء .. السابع عشر من ربيع الثاني ١٤٤٥ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
بداية لاحظت ان مفهوم السلام لدى الكثيرين في العالم العربي والاسلامي مرادف لمفهوم الاستسلام وهو المعمول به في جميع الدول العربية والاسلامية التي عقدت اتفاقيات سلام مع دولة اسرائيل وهذا الامر جد خطير ولابد من توضيحه ووضع النقاط على الحروف.
اولا يجب ان نعلم طلبنا للسلام مع دولة اسرائيل لا يعني تخلينا عن مشروع تحرير فلسطين فالسلام مع دولة اسرائيل هو في حقيقته عبارة عن وقف لاطلاق النار في الصراع المسلح بيننا وبين دولة اسرائيل.
ولا يعني الدخول في اتفاقية سلام مع دولة اسرائيل ان القضية الفلسطينية انتهت وتم الاجهاز عليها ؛ بل هي قضية عربية اسلامية ستبقى حية مابقينا كشعوب عربية واسلامية ؛ وان السلام انما هو توقف للمدافع وفترة هدوء للجبهات العسكرية بينما النضال لتحرير فلسطين هو مستمر وباق.
كذلك ان عقد اتفاق سلام مع اسرائيل لايعني الايمان بالعقيدة الصهيونية والوقوف معها في انشطتها واعمالها حول العالم ؛ بل اننا سنستمر بمحاربة هذه الحركة الشريرة تحت كل سماء وفوق كل ارض لما تقوم به من افساد في الارض لا ترضاه عروبتنا الاصيلة ولا ضمائرنا الاسلامية .
كذلك فان السلام مع اسرائيل لايعني الانخراط في شكل التعاون مع دولة اسرائيل لا في المجالات العسكرية وعقد التحالفات ولا في المجالات السياسية كظهير لها ولا في المجالات الفنية والثقافية والرياضية والامنية والحضارية والدينية ؛ بل اننا سنقف بالند من دولة اسرائيل - برغم عقد اتفاقيات السلام معها - وسنبقى اوفياء لفكرنا العروبي وتاريخنا الاسلامي.
اخيرا عقد اتفاقيات السلام مع دولة اسرائيل لايعني ان العلاقات الدبلوماسية معها اصبحت طبيعية ؛ بل ان الامر لايعدو كونه تنظيما الغاية منه ايقاف عجلة الحرب في المنطقة والابقاء على دولة اسرائيل مؤقتا والتعايش معها كوجود لابد من التعامل معه والصبر عليه حتى تحين ساعة الصفر لازالته ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.