الحرب الصليبية من بريطانيا وفرنسا على الخلافة العثمانية وظهور اسرائيل
الجمعة .. السادس والعشرين من ربيع الثاني ١٤٤٥ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
يعتبر إلغاء الخلافة العثمانية بواسطة القائد اليهودي التركي كمال اتاتورك اكبر حدث وقع في السبعة قرون الاخيرة ، وقد توج صراعا اوروبيا امتد لسبعة قرون مع الخلافة العثمانية التي اذلت ملوك واباطرة اوروبا لعدة قرون وسيطرت على العديد من مدنهم الشهيرة وعواصمهم العظيمة،؛
انتقلت تركيا بعد الغاء الخلافة الى حقبة سياسية مختلفة الذي وقع في هذا اليوم المشؤوم وهو 3 مارس 1924 ؛ 27 رجب 1342 بحيث انه لايمكن ان يضاهيه في الخسارة الا خسارة معركة بلاط الشهداء في شمال الاندلس او الاجتياح الصليبي لبيت المقدس واحتلاله في القرن الرابع ، وهو حدث لم يعد العالم بعده كما كان قبله.
لقد دخل العثمانيون اوروبا في القرن السابع الهجري كقوة اسلامية في غرب الاناضول واخذوا بعد ذلك في شن الحروب على الامارات والممالك الاوربية وتوسعت الامبراطورية العثمانية كثيرا خلال اقل من قرن ، واستطاعت اجتياح البر الاوربي وفتح العديد من المدن والبلدان . حتى توجت ذلك بفتح القسطنطينية العاصمة الرومية الحصينة في خليج مرمرة عام في يوم الثلاثاء ٢١ جمادى الاولى ٨٥٧ للهجرة .
ومما يدل على حجم الحدث هو معركة " جناق قلعة " وهي مدينة تركية تقع على مضيق الدردنيل المحوري بين البحر الابيض المتوسط والبحر الأسود او " جاليبولي " كما يسميها الاوروبيون التي وقعت خلال الحرب العالمية الاولى في العام ١٩١٥ وفيها حاولت جيوش واساطيل اربعة امم اوربية واسيوية هي بريطانيا وفرنسا واستراليا ونيوزيلندا السيطرة على العاصمة العثمانية اسطنبول ؛ وفشلت في ذلك مخلفة ورائها اكثر من ٣٠٠ الف قتيل .
انها الحرب على الاسلام من الامم الغرببة الكافرة الصليبية ، وتريد هذه الامم من حربها على السلطنة العثمانية الحاق الهزيمة بالرمز الذي يتعلق به المسلمون الا وهو منصب " خليفة رسول الله " الذي يمثله السلطان العثماني ؛ ومنصب " امير المؤمنين " الذي يمثل اعلى سلطة في العالم الاسلامي ؛ ونجحت في ذلك للاسف.
لقد ادى انهيار الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الاولى وهزيمتها وفرض شروط استسلام قاسية عليها من الدول المنتصرة بريطانيا و فرنسا ، اقول ادى الى تساقط مجمل البلاد العربية في المشرق تحت نير الاحتلال الاجنبي كنتيجة لسقوط الدولة التي تحميها وهي الخلافة العثمانية . وقد ترتب على ذلك منح فلسطين للحركة الصهيونية لتقيم عليها دولة اسرائيل في العام ١٩٤٨. والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.