المدارس الباطلة في الاسلام ؛ التاريخ النشأة الاسباب
المدارس الباطلة في الاسلام ؛ التاريخ النشأة الاسباب
الثلاثاء الخامس من ذو الحجة ٢٤٤٥ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
الحقيقة ان الانحراف في الامة بدا في زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث اخذ بعض الناس بتكوين تصوراتهم الشخصية لماهية الاسلام وما جاء به رسول الله تعالى عليه الصلاة والسلام عن الله وكان اولهم ذو الخويصرة التميمي الذي اسس لمذهب الخوارج الذين ظهروا بعد ذلك زمن خلافة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام وقصته مشهورة.
والحقيقة ان ظهور المذاهب قد سبقه ظهور الاقوال الباطلة في الاسلام كالقول ببدعة الخوارج كما اسلفنا و القول ببدعة القدرية والقول ببدعة الجهمية في القرن الاول وعندما تقعدت العلوم واسست الفنون في القرن الثاني ظهر علماء الاجتهاد فبدا هنا تاسيس المذاهب فظهر مذهب الشيعة بفرقه المتعددة كالامامية وكالزيدية والكيسانية والاسماعيلية والجعفرية والواقفة ومذاهب اهل السنة والجماعة كمذهب التصوف ومذهب اهل الحديث ومذهب الاباضية - وهم طائفة من قعدة الخوارج - ومذهب الاشاعرة وغيرها من الفرق التي اندثر الكثير منها كالكرامية والمعتزلة والكلابية ؛ ومذهب التيمية وتابعه مذهب الوهابية .
مع العلم ان جميع هذه المذاهب تزعم امتلاك الحقيقة الدينية وانها على الحق وانها هي الفرقة الناجية ؛ والحق ان كلا من هذه المذاهب فيها من الحق وفيها من الباطل
ويعزى ظهور كل هذه المذاهب الى النهضة العلمية الكبرى في الامة في القرون الاولى ، في امصار العلم كالكوفة والبصرة ودمشق والمدينة ومكة ؛ ولايمكن القطع بصحة اي من هذه المذاهب برمته وانه هو المذهب الحق الا ان مذهب اهل البيت الذي ظهر على ايدي الائمة من اهل البيت النبوي هو تقريبا اصحها واقربها للحق وان لم يخلو من الانحرافات والبدع والاخطاء في العقيدة والفقه.
وبالعموم فانه يمكن القول ان العلم في الاسلام يقوم على دعامتين الا وهما الكتاب والسنة وهما مصدر كل علومه وبهما يعرف الحق من الباطل من الاراء والاقوال ولعله من الجيد ان نذكر ان الفرد المكلف عليه اتباع الدليل في الاحكام الشرعية من الكتاب والسنة ولاباس ان عمل باي من هذه المذاهب مع اشتراط ترك الاقوال والاراء والاحكام الباطلة والعمل بالاراء والاقوال والاحكام الصحيحة فقهيا .
واما العقائد فانها تؤخذ من العقل والنص وباتباع الادلة الصحيحة فيما يجوز في ذات الله تعالى وما يمتنع والعقائد في الانبياء والرسل والائمة وغيرها من العقائد ؛ والسبيل للوصول للعقائد الصحيحة هو بالاحتجاج العقلي والدليل من الكتاب والسنة لاحرازها والوقوف على الصواب فيها .
ونختم بالقول اننا لا نبدع ولا نضلل اي مذهب من مذاهب الامة الخمسة في الفقه المعترف بها وهي مذهب الامام احمد بن حنبل ومذهب الامام ابي حنيفة ومذهب الامام الشافعي ومذهب الامام مالك ومذهب الامام جعفر الصادق والمذاهب الاعتقادية كمذهب اهل البيت او مذهب الشيعة الامامية كما يسمى وكمذهب الزيدية وكمذهب الاشاعرة ومذهب الماتريدية ومذهب الظاهرية ومذهب الاباضية ومذهب الوهابية ؛ وان كان فيها مافيها من الزيغ الا انها مذاهب معتبرة في الاسلام وليست من المذاهب الباطلة في الاسلام كحال غيرها من المذاهب ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.